من هو الصحابي الذي أرسل الله له جيشاً من النحل لحمايته من المشركين
هو صحابي جليل وللأسف القليل منا يعلم عنه.
في معركه بدر نصر الله المسلمين على المشركين نصرا عظيما كان له تأثير عظيم في نفوس مشركين قريش ، فكيف بجيش مكون من 300 جندي أغلبهم يخوضوا معركتهم الاولى أن يهزم جيش قريش ويقتلون كبارهم ، فأعدت قريش العدة في غزوه أحد وقررت أن تخرج و تلاقي رسول الله وجيش المسلمين ، ساعيين في رد ثأرهم بعد ما أصابهم في بدر فخرجت قريش بكل فرسانها وقادتها ورجالها وحتى نسائها لكي يعطون الفرسان والرجال الحافز للقتال ولا يكون هنالك مجال لهم للهرب فأما الموت أو النصر ..
وكان ممن خرجنّ من النسوة . سلافة بنت سعد معها زوجها طلحه وأولادها الثلاثة مسافع و الجلاس وكلاب ، و هم من بني عبد الدار ، وهم حملة لواء قريش في الحرب في الحرب
وقفت سلافة مع النساء في مؤخرة الصفوف واولادها وزوجها حاملين لواء قريش في المقدمة مع بقيه الفرسان وبدأت المعركة وحمي الوطيس وكثر القتلى من الجانبين حتى أنتهت المعركه تماما وقتل من بني عبد الدار حملة لواء قريش الكثير ، وكان عدد الشهداء من المسلمين كبير ، فكانت نساء المشركين يمثلون بجثث الشهداء بمعنى أنهم كانو يقطعون أذانهم ويشقون صدورهم وبطونهم ويشوهون جثث الشهداء الكرام إلا سلافة لم تكن منهم .
كانت سلافة تهرول في كل مكان للبحث عن أبنائها والاطمئنان عليهم ، فكانت تتصفح وجوه القتلى بحثا عن أبنائها أو زوجها فكان أول من وجدت هو زوجها وكان ملطخ بدمائه صريع مجندلا على الارض ميت فجن جنونها ، وأكملت البحث عن أبنائها فوجدت مسافع وكلاب قد فارقا الحياة وجنت أكثر وأخذت تبحث عن الجلاس حتى وجدته وكان يلفظ أنفاسه الاخيرة.
فلمّا وصلت إليه وضعت رأسه على حجرها وتردد من صرعك يا بني ولكن أصاباته البالغة منعته من الاجابة وأصبحت تلح عليه وتردد من صرعك يابني حتى رد عليها وقال صرعني عاصم بن ثابت ثم صرع أخي مسافع ..
ولم يكمل الجلاس كلامه حتى مات جنت سلافة تماما وأقسمت باللات والعزة على أن تنتقم لابنائها من هذا الرجل
عاصم بن ثابت مهما كلفها الامر وأن لا يهدأ لها بال حتى تشرب من جمجمته الخمر ثم نذرت لمن يأسره أو يجلب لها رأسه أن تعطيه مايشاء من المال والذهب وتغنيه ...فأنتشر الخبر بين العرب المشركين وأصبح الكل يتمنى أن يظفر بالجائزة .
و بعد معركة أحد قدم ناس من بني لحيان من هذيل على النبي ﷺ الى المدينة ، فسألوه أن يوجه معهم نفرًا يقرئونهم القرآن ويعلمونهم شرائع الإسلام. فوجه معهم سرية مرثد بن أبي مرثد رضيَ اللهُ عنهُ وفيهم عاصم. حتى إذا وصلوا إلى ماء الرجيع غدروا بهم ، فنادوا هذيلًا، فأحاط المشركون الصحابة بسيوفهم، وقالوا لهم: «استأسروا فإنا لا نريد قتلكم، وإنما نريد أن ندخلكم مكة فنصيب بكم ثمنًا». فأبى عاصم رضيَ اللهُ عنهُ إلا القتال، فرماهم حتى فنيت نباله، ثم طاعنهم حتى انكسر رمحه، فقاتلهم بالسيف، وقال: «اللهم إني حميت دينك أول النهار فاحم لي لحمي آخره»، فجرح منهم رجلين وقتل واحدًا، ثم قتلوه. فلما قتل عاصم أرادت هذيل أخذ رأسه ليبيعوه لسلافة بنت سعد بن سهيل .
فلما جائوا ليفصلوا رأس عاصم رضيَ اللهُ عنهُ عن جسده وجدوا أسراب كبيرة جدا من النحل تغطي جسده من اوله لأخره وكل ما أقترب أحد طارت الاسراب في وجوههم ولدغتهم فقرروا أن يتركوه حتى غروب الشمس لكي تهدأ الاسراب وتترك جثته.
ولكن عندما جاء الليل أنهمرت أمطارا غزيرة جدا وأمتلأت الاودية بالسيول والمياه وأخذت السيول جثة عاصم بن ثابت ولم يستطيعوا اللحاق بها وأخذتها إلى مكان لا يعلمه إلا الله وحافظ الله على جثة عاصم من أن تمثل بها .
وصان رأسه من أن يشرب به الخمر ، وكان هذا عهدًا له عند الله ألا يمس مشركًا ولا يمسه مشرك...
فكان عمر بن الخطاب رضيَ اللهُ عنهُ يقول حين بلغه أمر عاصم :
حفظ الله العبد المؤمن كان عاصم قد وفي له في حياته فمنعه الله منهم بعد وفاته كما امتنع منهم في حياته.
والله ما رأيت مصلياً على نبينا محﷺمد إلا وقد جُبر